عبد الصبور بدر
عبد الصبور بدر


عسل في الكوز

 عبد الصبور بدر يكتب.. الإنسان الضال والحيوانات الأليفة

عبد الصبور بدر

الجمعة، 21 أكتوبر 2022 - 06:09 م

العبد لله من الذين يؤمنون بأن تعامل الإنسان مع الحيوانات يحدد موقعه من الرحمة، وأن الله يضع الكلاب والقطط والحمير والماشية وغيرها من الكائنات الضعيفة في طريقنا ليختبر قلوبنا.  ليست لدي مشكلة مع المصابين من فوبيا الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب، أو حتى الكتاكيت،  ويخافون من الاقتراب منها؛ فهؤلاء يتصرفون بعفوية، ولا يمكن اللوم عليهم، أما إذا شاهدت شخصًا يعتدي على حيوان أليف، أو يسبه، ويهينه؛ فهو – من وجهة نظري -  يكشف عن شخصيته المريضة التي تحتاج إلى إصلاح وتهذيب وتأهيل!  من أبشع المشاهد التي يمكنني أن أراها هي الكلاب والقطط المسمومة في الشوارع، سواء كان ذلك من خلال تصرف شخصي، أو رسمي (عن طريق الإدارات البيطرية) بحجة أنها حيوانات ضالة؛ حينها أشعر بالرعب خوفًا من أن يرسل الله إلينا ملائكة العذاب؛ لينتقموا مما فعلناه بحيوان لاذنب ولا حول له.  القرآن الكريم وردت فيه كلمة "ضال" بمشتقاتها 191 مرة، كانت كلها مرتبطة بالإنسان، في حين أن الكلب الذي ذكر ثلاث مرات – فقط - في القران لم تقترن به كلمة ضال أبدًا.

  شيخ الأزهر الإمام الطيب أكد -من قبل- أن الإسلام لا يبيح أن تقتل حيوانًا، أو طائرًا في غير فائدة ضرورية، لافتًا أن قتل الكلاب بتلك الطريقة غير إسلامي وغير إنساني، أو حضاري، ولا يليق، وهو يروى مواقف للنبي والصحابة يرفقون فيها بالكلاب حتى وقت الحروب!  ببساطة أنت كإنسان مسؤول مسؤولية مباشرة عن إطعام وشراب وإيواء هذه الحيوانات، فإذا نزع الله من قلبك الرحمة ولن تقدم لها شيئا، فلا أقل من أن تبتعد، ولا تتورط في قتلها، أو التحريض عليها.  نظرة واحدة إلى الكلاب والقطط وهي تبحث عن طعام في  صناديق القمامة، أو ظل يحميها من لهيب الشمس تحت شجرة، أو قطرات من الماء تروي بها عطشًا يفتك بها من بركة في الطريق؛ تخبرك عن حجم معاناتها الأبدية، وهي لا تستطيع التعبير عن نفسها، والتحدث إلى الآخرين بأنها في أمس الحاجة إلى كسرة خبز، وبقعة ظل، وشربة ماء؛ لتنقذ نفسها من موت محقق.  إنني لا أثق أبدا في إنسان لا يحمل في قلبه عطفًا على الحيوان، لا أستطيع أن أئتمنه على سري لأنني أظن أنه سيفشيه، ولا أدير له ظهري حتى لا يطعنني، ومتأكد إنني كلما ذكرت في مجلسه يأكل لحمي. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة